السبت، 25 مايو 2013

عباءة الشيخ


قبل اذان ظهر يوم الجمعة وصل الشيخ الشهير الي تلك البلدة الواقعة علي طرف الدنيا،وصل في سيارته الفارهة والتي يكفي سعرها لحل كثير من مشاكل فقراء البلدة،وصل ليخطب اول خطبة جمعة في ذلك المسجد الذي انتهوا من بعض التشطيبات فيه فقط اليوم حتي يكون جاهزا لاستقبال الشيخ.
بمجرد نزول الشيخ من سيارته احاط به كثير من مريدوه والذين تدافعوا اليه اليه،جاء الكثير منهم من مناطق بعيدة فقط ليحظوا برؤية الشيخ والاستماع اليه،او ربما التبرك بتقبيل يده الشريفة،تدافعوا اليه كثيرا ولا يمنع هو تلك الابتسامة الهادئة المطمنئة ان تتسرب الي وجهه فتنير تفاصيله،فيما حاول بعض من مرافقيه ازاحة الناس عن طريقه حتي يستطيع اكمال طريقه الي المسجد فيما اشار الشيخ اليهم بالهدوء اثناء تعاملهم مع مريديه.
تهادي الشيخ في صعوده المنبر،لم تفارق الابتسامة وجهه منذ دخوله المسجد،تلك الابتسامة التي ربما تكون سبب شهرته ونجاحه،الشيخ ممتلئ الجسد عن صحة،لحيتة مشذبة الاطراف انيقة علي استرسالها،وجهه هو الاخر يكاد يشع من بياضه ونظافته،اما رأسه فمغطي بغطاء للرأس،يرتدي جلبابا ابيضأ لا ينافسه في بياضه سوي وجهه،فيماوضع عباءة علي كتفيه لا تتسق فخامتها سوي مع فخامة تجهيزات المسجد.
خطب الشيخ فيهم محتفظا بابتسامته الهادئة،اخذ يحدثهم عن الرضا بالاحوال،وقبول ما قدره الله عليهم،يخبرهم ان النبي عاش فقيرا،وكان احيانا لايوجد في بيته ما يأكله اهله،حدثهم عن الجنة التي تنتظر الفقراء،لانهم لم يروا النعيم في الدنيا ،حدثهم الشيخ كثيرا فيما همهم كثير من الحاضرون موافقة.
كان يمكن ان يمر اليوم علي الشيخ مثل بقية الايام،ولكن بمجرد ان انتهي الشيخ من خطبته،هرع اليه المصلون واحاطوه، فيما امسك طفل صغير بطرف عباءته فرحا جاذبا اياه الي اسفل،في البداية كان الشيخ يبادلهم البسمات والدعوات،رافعا كل لحظة عباءته علي كتفه لتنحسر ثانية ،ازداد توتر الشيخ مع انحسار عباءته مرات عديدة،فيما واصل الصغير تعلقه باطراف العباءة ،اخذ الشيخ يبح عن فرجة له وسط المحيطين لينفذ منها خارجا،ازداد توتره واحاط وسطه بيديه ليحتفظ بالعباءة علي جسده،يبنما الصغير يواصل التعلق بها فرحا،هتف الشيخ بمرافقيه ان يفسحوا له مجالا يخرج منه،اندفع المرافقون اليه صادين المحيطين به بينما علا صوت الشيخ عندما تزايد ضغط المحيطين به علي جسده،اما المرافقون فقد استمروا في ازاحة الناس بعنف كبير وعندما امسك احدهم بالصغير قذفه بعيدا،عندها فقط سقطت عباءة الشيخ علي الارض لتدوسها اقدام الناس، بمرور الدقائق تمكن المرافقون من افساح المجال للشيخ للخروج،خرج الشيخ بسرعة من المسجد ولم ينتبه في خروجه انه خرج دون عباءته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق