الأربعاء، 8 مايو 2013

الرسائل الخمس الاخيرة الي دورا


الرسالةالسادسة
الي دورا:
انقضي امتحان الباثولوجي،وانقضي اليوم ايضا دون ان اراك،ربما اعاني الآن من نوبة اكتئاب خفيفة،ربما لندرة لقائتنا القدرية،وحتي من صعوبة التواصل معك عبر الفضاء الالكتروني،اواجه صعوبة حاليا في الكتابة،تأتيني افكار كثيرة تتبخر عندما امسك بالقلم،ولكن لا اجد صعوبة في الكتابة اليك،دورا لعل السبب الاكتئاب ايضا انني لم اجالس قرعلي منذ فترة.
قرعلي،هو باختصار ذلك الصديق الذي يمكن ان تمليه،تنقمي عليه، تريدين هجره في بعض الاحيان،ولكنك بطريقة او بأخري تدركين ان حياتك بأكملها ارتبطت به،قرعلي ،نعم هو ذلك الفتي التي شاهدتيه في high tensionلاسلام يوسف_سأحدثك عنه يوما ما_والذي يدخن كثيرا،قرعلي ايضا يكتب،يكتب ما لن يكتبه احد غيره،سأسر اليك بشئ احيانا أغار من كتاباته،لا تقولي لأحد،يمكن اختصار قرعلي الي قهوة الصباح والكثير من الكتب وبعض السجائر وقليل من المذاكرة وهوس بأحدي بنات دفعتنا يمتد وقتا احيانا يطول وبعض الافكار الجنسية التي تراوده_هي تراودنا جميعا_ وتكون مصيبة لو لم تراودنا،جلساتنا تدور في الفلك نفسه،دين جنس فلسفة وقليل من السياسة التي ابتعدت عن عالمنا،كانت جلساتنا ثلاثية وثالثنا فرح،ولكن الان جلساتنا ازدادت بالوافدين الينا من عالم طب عين شمس،ربما نجتمع الجمعة المقبلة وربما لا،هو ايضا شخصية استعراضية، ويحب ان يهتم الجميع به_من فينا لا يفعل_قرعلي باختصار هو شخصية استثنائية اثق ان الله لن يخاطر بأن يأتي بمثله،يكفي العالم واحدا منه،
لاتنسي بالمناسبة ان تشاهدي فيلم music and lyrics.
الرسالة السابعة
الي دورا:
مازلت اجد صعوبة في الكتابة،دورا الكتابة تحتاج الي قارئ جيد،وسارق ايضا جيد،لا استطيع القراءة ايضا هذه الايام،تبقي لي 40 ورقة في الحب في زمن الكوليرا لا استطيع انهائها،ولا ادري ان كان مسا من تسنيم قد اصابني ام لا،واقرأ ايضا للعجوز اللكاك ساراماجو،دورا ابهجني لقائك كثيرا ،من اجل لحظات كهذه القي الله في قلوب عباده ان ينشئوا الجامعات.
دورا مستقبلا سأكون طبيبا للأسنان،بل دعيني اقول لك سأكون طبيبا جيدا ايضا،نحن في كليتنا مطالبين بعدد معين من الحالات،عادة انا غير كثير من زملائي،وعلاقتي بالمرضي لا تعني سوي درجات تضاف الي رصيدي الفقير منها علي الدوام،"انا اصلا مش لابسة النقاب بمزاجي يا دكتور"اتت كلماتها هذه وبمجرد ان كشفت عن وجهها،دون سبب يا دورا لتسقط كل الاسوار التي بنيتها حول نفسي،لا ادري لماذا حدثتني انا؟، دورا تل الفتاة التي ربما فاض بها فقررت ان تحكي لاي مخلوق تجالسه ايا كان،تنتهز فرصة توقفي عن العبث بأسنانها لتخبرني عن التغير الذي لحق بأبيها ،والذي اصر ان ترتدي هي وامها واخواتها غطاءا للوجه،عن منعه لها من ممارسة حياتها الطبيعية،تخبرني وهي توشك علي البكاء انها تخاف احيانا مما تفعله،ماذا اقول لها يا دورا؟هل احي لها عن تلك الفتاة التي تريد خلع حجابها ويأبي اهلها ذلك،هل احكي لها عن صديقي الذي منع من سماع المزيكا والرسم حتي شب عن الطوق وهجر بيته تماما،هل اخبرها بأن مجتمعا اصبح مريضا،وعلي كل المستويات؟،هل اخبرها بذلك المنظر المقزز للجينز الذي ياد يفيض بالافخاذ التي حشرت داخله والذي يكون دائما مقترنا بالحجاب،هل اقول لها ان ربما تمارس قهرا عكسيا عندما تصير الطرف الاقوي وتمنع بناتها من ارتداء ما يحبون حتي ولو كان حجابا.
جبنت يا دورا،مثلما اجبن عادة،جبنت عن اخبرها بأي شئ،جبنت مثلما جبنت ايضا ان اوجه المجتمع،اكتفيت بالشفقة وببضع كلمات تثير الضحك تفوهت بها،دورا جميعنا نمارس الجرم قدر ما يمارس علينا،جميعنا فاعلون ومفعول بنا،ومفعول فينا ايضا يا دورا،لايريد احد ان يترك لنا فتات_فقط الفتات_من نفوسنا لنهنأ به،دورا جميعنا نستحق الشفقة،صل وادع لنا يا دورا فجميعنا نستحق صلاتك ودعواتك،صل وادع الله ان يكشف عنا ما نحن فيه،صل لنا يا دورا.
الرسالة الثامنة
الي دورا::
تأخرت رسالتي اليك كثيرا هذه المرة،لظروف خارجة عن ارادتي،قضيت الايام الماضية اشاهد الافلام التي اعطيتني،اعجبني كثيرا the wordsلم ابكي منذ فترة وانا اشاهد فيلما،كنت في حاجة الي فيلم مثله،اما اغاني فيلم people like usنقلتني الي عوالم اخري،والفيلم ايضا اعجبني كثيرا،شكرا علي هذه الافلام،كان القدر في صفي الاسبوع الماضي،ان اراك مرتين دون تخطيط ودون اتفاق بيننا،كان اكثر من كاف بالنسبة لي،احيانا افكر فيك،اظن انك افضل ما وقع لي منذ مدة طويلة.
تقفين في المسافة بين الصديق وفتاة الاحلام،بطيبتك المتناهية وابتسامتك التي لاتفارق وجهك،وبرآتك الطفولية،وحتي كلمات الفصحي التي تزينين بها كلامك من وقت لاخر،والتي احيانا تصير الي غير ما تريدين،لا ادري مالذي جمعني بك،عادة لا اتقبل المختلفين عني، اصدقائي هم الاخرون امتدادا لي اما انت،لا ادري.
عاد عزت الي الكلية مرة اخري،ازدادت طيفية حضوره،وازداد رهافة ونحولا،ولسبب لا ادريه ازداد ايضا جاذبية،فرحت كثيرا بعودته،توقفت ايضا الدراسة في الجامعة ربما لن نلتقي قريبا،وربما ايضا ستظل فلاشتك طويلا معي،الا اذا جد جديد،ونتقابل صدفة مرة اخري.
بالمناسبة اعجبتني رسالتك،رغم طفولية اسلوبك،وربما هذا ما اعجبني فيها،مازلت تواصلين القراءة بنهم،لا ادري اين اختفت منك القراءة طيلة هذه السنين،اظنك قارئة جيدة، وايضا تعاملي الكتب جيدا عكس كثيرين،واصلي القراءة يا دورا ،سنتفق سويا علي قراءة احد الروايات في نفس الوقت،هذا يشعرني بطريقة ما انك قريبة مني.سلامي
الرسالة التاسعة.

الي دورا:
تسنيم كتبت رسائل الي الله،كنت معي حين قرأت الرسائل،بكيت حين قرأتها،تسنيم تكتبني يا دورا،اتشكل من حروفها وكلماتها،تائهة وانا كذلك ،ابحث عن السعادة المجردة،التي تعرف بالفطرة،التي لاتحتاج لما يدل عليها،وتنتظر ايضا رسالة من الله تدلها علي الطريق.
دورا في حياة اخري كنت سأهيم علي وجهي،آكل حيثما اجد الطعام،وانام حيث اتعب،اتنقل من بلد الي اخر،لا تعنيني الحدود ولا الاختلافات،اما حياتي هذه فمثقل بأخطائي وذنوبي وتعقيداتي ومنطقي وعقلي،منذ وقت الح صديق بسؤال بهاء طاهر "ما الذي يجعل خطانا تقودنا الي عكس الطريق"حتي الان لا اجد اجابة للسؤال وان حاولت.
تسنيم تقول عن السيدة زينب انها امها،اما تسنيم فهي ايضا ام العواجز،وامي التي لم تلدني،عندما اقابلها يوما في السيدة زينب،ساقبل يديها،وابكي بين يديها.
قالت لي حنان"عذرا صديقي لم تعد ارواحنا تحتمل فكرة المرح"نعم يا دورا شاحت ارواحنا وهرمت وان كانت في اجسام شابة،ربما مشكلتنا هيا مأساة جلال ذي الجلالة اننا فقط نجد ما لانبحث عنه،ونبحث عن ما لانجده.اتمني لك سعادة دائمة
الرسالة العاشرة
الي دورا:
تاخرت هذه الرسالة كثيرا جدا يا دورا،ربما تكون دوامة الامتحانات قد اثقلت روحي،لا اعرف،كنت اواجه صعوبة كبيرة هذه المرة لا كتب اليك،اعلم انك انتظرت كثيرا هذه الرسالة،ولكني ايضا مثلك انتظرتها ،دعيني ايضا اخبرك ان هذه آخر الرسائل المنشورة،الرسائل القادمة ستحوي ما اخجل من ذكره علانية،واود ايضا ان اخصك بها، سأعطيها لك يدا بيد،او ربما ارسلها اليك عبر البريد،ولعلها تقع في يد ماما ،كما وقعت في يدها احدي رسائلك من قبل.
لم تفارق الابتسامة شفتيك اخر مرة تلاقينا،لازمتني ابتسامتك طيلة اليوم،بل وربما أعانتني ايضا علي تحمل ما جاء به اليوم من عناء،لا ادري من اي عالم تأتين بتلك الابتسامة البسيطة غير العابئة،ربما ايضا ابتسامتك هي سبب رؤيتي للكون جميلا ذلك اليوم،فلا تمنعي ابتسامتك عنا يا دورا.ولا اريدك ايضا ان تتوقفي عن الكتابة،واصلي الكتابة،اعدك انه يوما ما ستكتبي ما يعجبك ويعجب الاخرين.
اظن انه قد حان الوقت بما انها الرسالة الاخيرة لاحدثك عنها،هي البنت الاخف دما والاخف روحا وربما ايضا الاخف وزنا وسط بنات كليتي،لها مدونة سرية ارغب كثيرا في نشرها،تزداد جمالا هذه الايام بشكل غير عادي،بعض الالوان تجعلها مشرقة، وستكون مشرقة اكثر لو انها فقط ارتدت ما تريده هي،اكيد انها في تلك اللحظة التي تقرأين فيها الرسالة تذاكر احدي موادنا لاعنة حظها الاسود الذي جعلها تلتحق بكلية مثل المحروقة كليتنا،تستمتع بالبردة قدر استمتاعي بها وتحب ايضا مارسيل مثلما احبه،وترغب في زيارة اضرحة الاولياء وحضور الليالي الكبيرة لهم،تقود احيانا الدراجات النارية خلسة ايضا هي مثلك ترغب في ان تصير ولدا ولو لمدة 24 ساعة لتفعل كل ما حرمت من تحقيقه لانها بنت،تقول عني بائس، ولكنها تشاركني بؤسي،لو اطلقت لنفسها العنان فقط،وحررت نفسها من ذلك القيد!!!!! ،انقل اليها عبرك يا دوراخوفي ايضا من يوم سيأتي لن نستطيع معه وصلا، اخاف ذلك اليوم عندما سأعجز عن محادثتها ولو لدقائق،دقائق معدودات ستكفي وقتها، لن احتمل فقدها يا دورا،تلك السجانة الجميلة.
اذكريها واذكريني بخير.سلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق