الأحد، 4 أغسطس 2013

ولكن ليطمئن قلبي

وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)
الخليل ابراهيم طلب من الله ان يقيم الحجة العقلية علي وجوده،آمن الخليل ايمانا حدسيا،وكان في حاجة لنقل ايمانه الحدسي الي ايمان عقلي،ليطمئن قلبه.


(وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)الله مخاطبا بني اسرائيل ،طلبوا دليلا عقليا هم الاخرون علي وجود الله،فقط طلبوه بعد تتالي معجزات الله عليهم،كانت الادلة العقلية امامهم فتجاهلوها فكان رد الله عليهم(فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون)


رسول الله عليه الصلاة والسلام(نحن أحق بالشك من ابراهيم)


الايمان:فكرة او مبدأ يحكم عقلنا بصحتها،وظيفيا يتوقف عقلك عن التفكير فيها لفترة،حتي يجد جديد يدفعه لاعادة النظر فيها،او ان عقلك دوريا يعيد النظر في مسلماته.

اعتقد ان الايمان بالله هو من قبيل الرزق يأتيك في لحظة معينة،وقد يتصادف وقتها ان تكون منتبها،فتؤمن،نعم ايمانا حدسيا او عاطفيا.

لا يكفي الايمان الحدسي او العاطفي لمواجهة المنطق او التحليل العقلي ،تحتاج بعدها لنقل ايمانك من الجانب الحدسي الي الجانب العقلي وذلك عبر طريقين طريق الاثبات وفيها تحاول ايجاد كل الدلائل التي تدعم ايمانك،واخر للنفي تفند فيه كل الدلائل التي تدحض معتقدك.احيانا ما يدخل الدليل في صراع مع العاطفة،اتزانك االنفسي يتوقف علي التوافق بينهما.

لايمكنك ان تبقي بلا ايمان،تلك النظرة المفرطة في النسبية لكل ماهو حولك ليست صالحة علي الاقل نفسيا،يمكنك ان تؤمن بدين بمجموعة بمبادئ بمجموعة اشخاص،فقط تؤمن ولو حتي مرحليا ،الايمان هنا هو بمثابة ارضية صلبة تقف عليها وتساعدك في مسيرتك.

كثيرا ما دخل العقل في صراع مع من يمثلوا الدين،وليس الدين نفسه،ازعم ايضا ان كثيرا من العقل قد يفسد ايمانك نفسه.

"ان تؤمن ثم تعيش كالابقار الهانئة"ليس في حياتك صراع ولا جدل،ان توقف عقلك عن التفكير فقط خوفا مما يأتي به عقلك ليس حلا.....لابد ان يعيد عقلك التفكير في مسلماته دوريا،يبعد ما فسد منها،او ما سبقه العصر،ثق ان الله سيحاسبك علي اجتهادك وتفكيرك،وسيقدر كثيرا بحثك اكثر ما سيقدر ايمانك الاعمي او الموروث،اختصارا جدد ايمانك بكل ما تعتقده.



الجمعة، 2 أغسطس 2013

عندما يتعلق الامر بالله

عندما قلت في اخر المقال السابق "الله وحده هو القادر علي تقبل البشر بكل اختلافاتهم"اخبرني احدهم انه حتي الله يعذب المختلفين عنه في الاخرة،كيف فاتني ذلك؟؟والامر لا يتوقف علي الاخرة،بل ان الله قد يري ان اقوام قد تمادوا في غيهم في الدنيا فيهلكهم،ثمود وعاد وفرعون وجنوده مثلا.


"ان الله لا يغفر أن يشرك به"
كأن انكار وجود الله او اضفاء صفة من صفاته علي احد غيره يخرجك من معادلة الرحمة،النصوص في ذلك كثيرة،وكلها تؤدي لذات المعني.

"من هو الابله الذي يتصور ان الله خلاق مليارات البشر لكي يلعبوا دور الكومبارس في تمثيلية مشهد النهاية فيها ان يدخل المسلمون فقط الي الجنة"تغريدة لبلال فضل اثارت كثيرا من الجدل وقتها،وان كانت القضية مثيرة للجدل حتي الان،اظن انه كان يقصد فليعبأ كل منكم بعمله،لاتنصبوا انفسكم مكان الله،وتوزعوا ما شئتم من الجنة والنار علي من تريدون.



جميع الاديان لابد وان بها نصوصا تقنع متبعيها انهم وحدهم هم الفئة الناجية،واجب عليك حتي تكون كامل الايمان ان تؤمن بذلك،ان باب المغفرة مفتوح لك وحدك،بينما هو محرم علي الاخرين دخوله.


اشار صديقي انه حتي الله لايمكنه ان يتقبل من هو منكر لوجوده،فما بالك بنا؟هل نستطيع تقبل المختلفين عنا؟عن نفسي اجد صعوبة في ذلك؟اظن ان الكثيرين مثلي ،بعضهم يسلم بذلك اما الاخرون فيحاولون رسم صورة المتسامح الذي يتقبل كل مختلف عنه،باختصار ان لا اتقبل ولكني ايضا لا اعبأ.

الفيزياء،الفلسفة الراقية الوحيدة التي افهمها،وصف اينشتين التوصل الي صيغة لنظرية كل شئ انها فهم كيف يفكر الله،حتي الان لم يستطع احد التوصل لها،احد الفيزيائيين المتدينين قال"لايمكن التوصل الي تظرية كل شئ ،فما فرقه الله لا يمكن ان يجمعه بشر"


حتي الان لا نستطيع ان نجزم بمعرفة كيف يفكر الله،فقط لدينا مجموعة من النصوص،ثابتة لفظيا وان اختلف تأويلها،فكل يؤول وفق رغبته او حسب فهمه.
عنتدما يتعلق الامر بالله.....كل ما يتعين عليك ان تؤمن،ولكن وفق فهمك الخاص،ادعي ان الله سيحاسبك وفق فهمك هذا.